مع دخول الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عامه العاشر على التوالي، جاء "أسطول الحرية الثالث"(1)للتذكير بمعاناة مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة في ظروف معيشية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006، للمطالبة بكسر الحصار البحري على وجه الخصوص، ولتوجيه رسائل دولية بضرورة فتح ممر مائي وفتح المعابر والسماح بحرية تنقل الأفراد والبضائع في القطاع المحاصر.
وانطلق أسطول الحرية الثالث من مدينة أثينا اليونانية متوجهاً إلى قطاع غزة بعدما أتم تجهيزاته بالكامل، ومن المتوقع أن يصل غزة الاثنين المقبل، وسط تخوفات فلسطينية من تعرضه للقرصنة الإسرائيلية على غرار ما حدث مع سفينة مرمرة التركية في أيار 2010.
رسالة سياسية ورمزية
ويشير عضو الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن قطاع غزة رامي عبده إلى أن نجاح الأسطول في الوصول إلى غزة هو بمثابة إعادة إحياء لقضية حصار قطاع عزة، وتسليط للضوء عليها بعد أكثر من تسع سنوات من الحصار، لافتاً إلى مقترح الممر المائي الذي لم يكن مطروحًا سابقاً.
وفي حديث لـ"النشرة"، يوضح عبده أنّ الممر المائي بات على الأجندة الدولية، كاشفاً أنّ جهات أوروبية تعمل على وضع المقترح موضع التنفيذ، لافتاً إلى أن الأسطول رسالة سياسية ورمزية وإنسانية، وصلت قبل انطلاقه.
ويشير عبده وهو رئيس المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان أيضاً، إلى أنّ الأسطول يعكس تفاعلاً وتضامنًا شعبيًا ضدّ حالة الحصار على قطاع غزة، ومع حق الشعب الفلسطيني في العيش بحياة كريمة.
الأسطول والقرصنة الإسرائيلية؟
وتعليقاً على ما يُحكى عن إمكانية اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأسطول، يطالب رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار علاء الدين البطة بحماية دولية لهذا الأسطول، مؤكداً وجود مسعى لتوفيرها عبر قنوات شتى، لافتاً إلى أنه تم تسليم المندوب السامي في غزة رسالة رسمية بذلك.
وفي حديث إلى "النشرة"، يشدّد البطة على أنّ غزة بكل ألوان الطيف السياسي فيها تنتظر وصول الأسطول لكسر الحصار البحري عنها، مع دخول الحصار الإسرائيلي على القطاع عامه العاشر على التوالي.
ويوضح البطة أن هناك 100 رسالة من برلمانيين أوروبيين للاحتلال الإسرائيلي تطالب بتوفير الحماية لهذا الأسطول من أجل الوصول إلى غزة(2)، مشيراً إلى أن "ما يميز هذا الاسطول أنه جاء في ظروف اكثر قساوة على غزة في ظل الحصار، ولدينا الآن مطالب سياسية نتحدث عن ممر مائي تمهيد لإنشاء ميناء".
أمنيات ورسائل..
في ميناء غزة الحبري، أقامت اللجنة الحكومية لكسر الحصار عن قطاع غزة خيمة تضامنية لاستقبال أسطول الحرية الثالث، لأجل حشد الدعم والتضامن من كافة الفصائل والقوى الوطنية، ضمن سلسلة فعاليات تقيمها اللجنة حتى وصول الأسطول لغزة.
ويقول رجب عبد الباري أحد أعضاء اللجنة المشاركة في حراك استقبال أسطول الحرية، "نتمنى أن يصل الأسطول على النحو المأمول، دون أن يتعرض للقرصنة الإسرائيلية، حتى لا تتكرر مأساة سفينة مرمرة التي اعتدى عليها الاحتلال".
ويضيف عبد الباري لـ"النشرة": "الاحتلال هدد بمنع الأسطول من الوصول إلى غزة، لكننا نأمل أن يصل فعلياً ليوجه رسالة للعالم أننا نعيش في ظل الحصار وفي ظل ظروف صعبة للغاية".
أخيراً في حال نجح أسطول الحرية الثالث بالوصول إلى غزة أو لم ينجح، سيبقى مشهدا من شأنه لفت أنظار العالم إلى غزة المحاصرة، للتذكير بمعاناة سكان أهل القطاع المحاصر، في وقت تؤخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد سيما وأن للاحتلال تجربة سابقة بعد أن تعرضت سفينة "مافي مرمرة" أكبر سفن أسطول الحرية للقرصنة البحرية الإسرائيلية قبل سنوات.
(1)يتكوّن الأسطول من خمسة قوارب، وتحرك من السويد قبل شهر، وانضم إليه العديد من النشطاء من أكثر من 15 بلدًا أوروبيًا، ويضم نحو 80 متضامنًا من الناشطين السياسيين والحقوقيين والصحفيين، في مقدمتهم الرئيس التونسي السابق محمد منصف المرزوقي، والناشط الأسترالي روبرت مارتين، والراهبة الإسبانية تيريزا فوركادس والناشط الكندي روبرت لوف لايس، إضافة لمساعدات إنسانية أساسية، وألواح شمسية، وأدوية لقطاع غزة.
(2)وجّه القائمون على الحملة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طالبوه فيها بالحماية الدولية في حال اعتراض الجيش الإسرائيلي لهم، في وقت أصدرت السلطة الفلسطينية بياناً، طالبت فيه بحماية المشاركين القادمين على متن هذا الأسطول.